بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
أصبحت التكنولوجيا بكافة أشكالها السلاح الحقيقي لمواجهة التحديات العديدة التي تواجهنا كأفراد وكأمة وبالتالي الإقتصاد الوطني. وأصبح التطور التكنولوجي هدفا قوميا واحتياجا حقيقيا لنمو المجتمع .أحدَثَتْ طفرةً حضارية في شتى المجالات في العصر الحديث، وكغيرِها من الوسائل الحديثة التي استُخدمت بطريقةٍ خاطئة في بعض الأحيان، ولكن بالرغم من قيام بعض الأشخاص بتشويه الصورة الصحيحة للتكنولوجيا وأهميتها، فإنها ما زالت تحافظُ على بعض المزايا التي أحدثَتْها في العصر الحديث،فلا شك أن تأثيرَ أي شيء في الحياة ينقسم إلى شقين؛ إيجابي وسلبي، ومن المؤكدِ أن نتيجة استخدام هذا الشيء يعودُ على الشخص نفسِه بما يتجاوب معه، فإذا استخدَمه بطريقة صحيحة،
فهي تعتبر سلاحًا ذا حدَّين، تعُود إلى استخدام الشخص نفسه لها، ولكن في الآونة الأخيرة ومع انتشار وسائل الاتصال الحديثة بشكل فظٍّ – حاوَل البعض استخدام تلك الوسائل بطريقة غير سليمة، وبالتالي عادت عليهم بنتيجة سلبية عكسية على حياتهم، مُشيرًا إلى أن وسائل الاتصال الرقمية المتطورة لها إيجابيات متعددة؛ فهي تعتبر التطور الطبيعي والحضاري في كل المجالات الموجودة حاليًّا، حتى ولو أصبح لها سلبياتها، ولكن تظل إيجابياتُها أكثر وأهمَّ,كما ساعدت على توسيع إدراك الشخص المستخدم لها، وتطوير ثقافته، وجعلت منه متابعًا جيدًا للأحداث في كل أنحاء العالم بلا قيد أو عذر يحُول بينه وبين ما يحدُث خارج النطاق الذي يعيش فيه، كما أن لديها القدرةَ على تقريب المسافات بين الأشخاص.
أن الوسائلَ الاتصالية الحديثة قرَّبت من وجهات النظر وآراء الأشخاص؛ وذلك من خلال التواصل المجتمعي وتبادل الأفكار، مما ساعَد على التعرف على نظريات الآخرين، وطريقة تفكيرهم، وكيفية التعامل معهم، بالإضافة إلى التعلُّم من مشكلاتهم العصرية، ومعرفة الحلول لتلك المشكلات، فضلاً عن أهمية التكنولوجيا الحديثة في تطوير الذات بجميع جوانبها.
وسائلَ الاتصال الحديثة أثَّرت في مجالات عديدة، فأحدثت طفرةً في الاقتصاد والطب بجميع جوانبه، والتعليم، وغيرها من جميع المجالات التي تأثرت بالتكنولوجيا، مُشددًا على أهميه الاستخدام العادل للتكنولوجيا يوميًّا، وذلك من خلال تخصيصِ وقتٍ محدد لاستخدامِ تلك الأدوات الحديثة حتى لا تعودَ على الإنسان بالسلب، ولكي يوازن بين المجتمع الحقيقي والافتراضي، وأنه يجبُ ألا يختلط الواقعُ بالخيال في استخدام التكنولوجيا، وألا يصلَ إلى حدِّ الإفراط في الاستخدام، مما يعود على الإنسان بالسلب.
تمكّنت وسائل التكنولوجيا المختلفة من السيطرة على حياة المجتمعات وكيفيّة سيرها خلال فترة قصيرة من دخولها إليها، سواءً من خلال أجهزة التلفاز والإذاعات والتي لعبت دوراً رئيسياً في دخول العولمة إلى المجتمعات العربية، حتى قدوم الإنترنت والإدمان على استخدامه عبر الأجهزة المحمولة والأجهزة الذكية المختلفة، والتي سيطرت بشكل كامل على عدد كبير من فئات المجتمع